ألف خطوة وخطوة....................

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من أصعب الأشياء التي قد نواجهها هي العودة للماضي وخصوصا إذا تخلله الكثير من الحزن والمواقف التي لا يمكننا أن ننساها على الرغم من أنا نملك أجمل وأعظم الهبات وهي النسيان.
حاولت الكثير التهرب من العودة إلى الماضي ليس فقط لقلة الوقت و الذكريات السعيدة بل أيضا لما يحمله من الجروح التي مازلت أحاول عابثا علاجها ولكن بدون فائدة.ولكني كنت قد أخذت على نفسي العهد بالكتابة عن هذه التجربة التي خضتها ومازلت فيها وهنا تكمن المشكلة الأساسية لدي، أني التزم بالعهود والمواثيق ما حييت مع نفسي ومع الآخرين.
سأكتب عن هذه الرحلة عسى أن أستطيع أن أغفر لنفسي هذه الخطوة التي استمرت حتى الآن لأكثر من العامين ولكنها قاربت على الإنتهاء بإذنه تعالى على خير ، أعيد واكرر أني اكتب لأفي بعهد قطعته على نفسي، سأكتبها على الرغم من صعوبة ذكرياتها بكل أحاسيسها ومواقفها لأنها تشكل لي نقطة تحول في حياتي وحياة الكثير من حولي وخصوصا زوجتي العزيزة التي بذلت كل ما في وسعها كي تقف بجانبي وتضعني على هذا الطريق الذي اخترته أنا وأتحمل نتائجه كاملة ، هي وحدها يعرف معنى الفراق والبكاء والدموع، ولكني زلت أصر أننا جميعا استطعنا أن نتجاوز الكثير منها بكل مافيها من الصعاب و العناء وهذا كله أستطيع أن أنسبه لها هي وحدها بكل مافيه من تشجيع ودموع اختبأت خلف الستائر كي لا أراها، ولم أشعر بها سوى في مذكرات قليلة كتبتها بلغة أثقلتني بالآلام أكثر مما كنت أتخيل.سيدتي استطعت أن تظهري لي كم أنت جميلة وبسيطة ولكن عنيفة هي كلماتك ( اكتشفت أنك تكتبين أجمل بكثير مما أكتب، كلماتك جميلة وقوية لم أقرأ منذ زمن كلمات كتلك التي وضعتها على هوامش ذكريات رحلتي) ، أعود وأكتب سيدتي قلمك كالسوط استطاع التخلل في جميع أجزاء جسدي، كنت قد وعدت أن لا أفكر فيما تكتبين ولكني اعتقد أنها الآن حانت اللحظة كي يعرف الجميع أي أمرأة أنا أحببت ، نعم أنت فقط من يستحق أن أحب أنت فقط من يستحق أن أقول له شكرا في هذه الرحلة.
عودة بالتاريخ إلى صبيحة يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرون من شهر نوفمبر للعام 2007 تاريخ يصعب علي نسيانه أو عليك سيدتي بالطبع تذكرينه كما أذكره أو أنك تذكرينه أكثر مني لن نختلف فكلنا استطاع أن يمثل بطريقته الخاصة كي يمسح دموعا تهاوت …!!! ما أصعب الكتابة عن تلك الذكريات ، سيدتي كلماتي…؟ أهي كلماتي التي تتساقط أمامي على الشاشة أم هي دموعي من تخط الكلمات؟؟
كثيرة هي الذكريات في تلك الليلة ، لن أنسى أبدا تلك اللحظات التي قررت فيها المغادرة وكأني جسد ينطلق بعيدا دون روح نزعت منه، كنت أسير كمن حكم عليه بالإعدام قدماي لا تحتملاني فكيف يمكن أن أسير بجسد بلا روح، والله لو عاد الزمان ما أعدتها مرة أخرى، لن أنسى لحظات النظر في أعين أطفالي وهم نائمون، ماعدت أرى الحروف ولا الجمل أمامي الآن….لم أتخيل أن أكتب ذكرياتي واتوقف بعد كل سطر لعدم قدرتي رأية الشاشة أمامي…..
أي عهد أخذته على نفسي بالكتابة عن هذه الرحلة حتى أن مدونتي أسميتها منذ البداية لهذا الغرض الذي لم أستطع أن أكتب فيه إلى الآن أكثر من ذكريات لا تتعدى الدقائق في مشوار دام لأكثر من عامين.
سيدتي أيمكنك أن تعفيني من الكتابة عن هذه الذكريات؟
سأتوقف اليوم عن الكتابة على أمل أن أعود غدا في محاولة أخرى للبدء في كتابة هذه الخطوات التي أسميتها ألف خطوة وخطوة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]